يجب أن تكون الصلاةُ خالصةً لله الدليل على هذا في أي سورة؟ تعد الصلاة واحدة من أهم العبادات التي يجب على المسلم أن يقوم بها، لأنها واحدة من شروط دخول العبد الجنة بالإضافة إلى أنها فريضة على المسلمين، ولكن بالرغم من أن الكثير من الأشخاص يقومون بأداء الصلاة إلا أنهم لا يؤدونها بالصورة الصحيحة، لهذا سوف نعرض لكم إجابة هذا السؤال بالتفصيل فيما يلي.

يجب أن تكون الصلاةُ خالصةً لله الدليل على هذا في سورة

الصلاة تمثل الركن الثاني في الإسلام وبالتالي يؤكد هذا الأمر على مدى أهميتها ومكانتها عند الله سبحانه وتعالى، فهي الفريضة التي طرحها الله عز وجل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في السماوات السابعة، من يتركها ولم يُخلص في أدائها فإنه قد اقترف ذنبًا عظيمًا.

ذلك لأنها أول شيء يحاسب الله عليه العبد يوم القيامة، فقد أمرنا الله بأداء الصلاة في أوقاتها الصحيحة والالتزام بكافة الأوامر والنواهي التي أمرنا الله عز وجل بها، وقد ذكر الفقهاء أنه يجب أن تكون الصلاةُ خالصةً لله الدليل على هذا في سورة الإخلاص، لهذا تعد هذه السورة واحدة من أهم السور القرآنية.

الجدير بالذكر أن الصلاة قد فرضت على جميع الأنبياء حتى قبل مجيء محمد صلى الله عليه وسلم ولكن اتخذت شكلها الأخير في مجيء خير خلق الله، وذلك لأنها عماد الدين ومن أهم الأسس التي تحسن علاقة العبد بربه.

فقد جعل الله أهميتها بعد نطق الشهادة، فدائمًا ما يخبرنا رجال الدين أن من ترك صلاته قد فقد دينه بالكامل، وذلك لأنها الصلة التي تربط بين العبد وربه حيث يقوم المسلم بالتخلص من الخطايا وينقي نفسه من كل الذنوب حينما يقف بين يدي الله ويشعر بالذنب عند التحدث معه، ففيها يتحرر العبد من كل شيء خاطئ يقوم به.

آيات تشير إلى الإخلاص في عبادة الله

قد ذكر الله عز وجل في كتابه العزيز العديد من الآيات التي تشير إلى الإخلاص في سواء كان في الصلاة أو حتى في أداء العبادة بشكل عام، وهذه الآيات تشير إلى الانقياد بعبادة الله وعدم الإشراك به، لذا في الاستدلال على وجوب أن تكون الصلاةُ خالصةً لله نذكر أن الدليل على ذلك من آيات الله يأتي فيما يلي:

(إِنَّا َنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) الزمر: 2، 3

(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) البينة: 5

(هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) غافر: 65.

(فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) غافر: 14

(قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) الأعراف: 29

كيف يتحقق الإخلاص في عبادة الله

الصلاة من أهم العبادات التي يجب أن يتحلى بها المسلم بالإخلاص وذلك يرجع لأهميتها التي أوضحناها في السطور السابقة، ولأن الإخلاص يجب أن يتحقق في كل العبادات سوف نعرض لكم كيف يمكن أن يتحقق الإخلاص:

  • أن يلح العبد على الله فإن الله يحب العبد اللحوح سواء كان عند أداء الصلاة أو حتى في الدعاء وقت الصلاة وأن يكون العبد متجنبًا لحب الظهور والرياء.
  • يفضل عند اختيار الأصدقاء أن تختار هؤلاء المقربين من الله وذلك لأنهم يؤثرون على سلوكياتك وبالتالي فيجب أن تختار الذين يمكنهم أن تنتهج منهم دين الله وتعلم الإخلاص من خلالهم.
  • أن تكون مؤمنًا بالله وأن تعلم أن الحياة فانية وما هي إلا اختبار من الله تتحدد على أساسه دخول الجنة والنار عند الحساب.
  • أداء الصلاة في أوقاتها وذلك حتى لا تتكاسل عن أدائها ولتحصل على أجرها بالكامل، وتذكر في كل وقت لا تؤدي فيه الصلاة عذاب الله يوم القيامة والأهوال التي يمكن أن تواجهها في القبر.
  • يجب بين الحين والآخر أن يراجع العبد كل الأخطاء والآثام التي يقوم بها ويعترف بها إلى الله ويطلب منه العفو والمغفرة.
  • ترهيب النفس أحيانًا وتخويفها حتى تتمكن من السيطرة عليها ولا تجعلها تسيطر عليك، فالنفس أمارة بالسوء.
  • من أهم شروط الإخلاص هي تربية النفس من خلال الحرص على أداء كافة العبادات التي يفرضها الله عز وجل علينا، كما يجب التركيز جيدًا في أسباب أي فعل يقوم به العبد إذا كان صحيحًا أم خاطئًا.

شروط الإخلاص

يجب أن تكون الصلاةُ خالصةً لله والإخلاص لكي يتحقق في الصلاة أو في أي عبادة أخرى يجب أن يتوافر به مجموعة بسيطة من الشروط وهي:

  • أن يكون العبد حريص على أن تكون كافة الأعمال سواء كانت الظاهرة منها أو الخفية خالصة لوجه الله وألا تكون قائمة على الإثم أو ما نهى الله سبحانه وتعالى عنه.
  • الاعتماد على سنة النبي صلى الله عليه وسلم فيجب على العبد أن يربط كل عبادة يقوم بأدائها بسنة النبي ولعلّ من أهمها الصلاة.

إن الصلاة لها أهمية بالغة في الإسلام وفي كل العبادات، لهذا يجب أن يحرص المسلم على أدائها بإخلاص وأن يقوم بتطبيق كافة الشروط السابقة من أجل التأكد من تحقق كافة شروط الإخلاص.