هل يسن للمؤذن أن يلتفت يمينًا وشمالًا؟ وما الشروط التي يجب توافرها في المؤذن حتى يكون الأذان صحيحًا؟ هناك من الضوابط التي تتعلق بالأذان والإقامة لا ضوابط الصلاة فحسب، يجب أن يكون المسلمين على علم واف بها، فهي من صميم العبادة، ومنها ما يتعلق بالأذان والإقامة وما يُسن فيه للمؤذن.

يسن للمؤذن أن يلتفت يمينًا وشمالًا عند قوله

إنّ الأذان هو النداء الذي يهيئ المسلم إلى دخول الصلاة، على أننا نسمعه يوميًا خمس مرات قبل كل صلاة، وفي الشرع هو إعلام المسلمين بأن وقت الصلاة قد حان.

يسن للمؤذن أن يلتفت يمينًا وشمالًا عند قوله (حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح)، حتى يصل صوته إلى أقصى قدر يُمكنه أن يصل إليه، هذا فضلًا على أن له أن يتمهل في ترديد الأذان فلا يتعجل من أمره حتى يتيح للمسلمين فرصة سماعه.

كذلك عليه أن يضبط ألفاظه وقوله، فيردده على أكمل وجه دون إخلال منه بلفظ في صيغة الأذان، مع وجوب الحرص على إخلاص النية لله عز وجل ابتغاء مرضاته.

إلا أنه في أمر جواز التفات المؤذن يمينًا وشمالًا عند قوله حي على الصلاة، فقد اختلف الرأي فيه، حيث قيل إن هذا الالتفات كان منذ عهد بلال، فلم يكن هناك مكبرًا للصوت بإمكانه إيصال الصوت في كافة النواحي، فكان من شأن المؤذن أن يلتفت في يمينه ويساره حتى يصل صوت الأذان إلى عموم الناس.

لكن طالما كانت المآذن اليوم بها مكبرات للأصوات فلا داعي لاستدارة المؤذن، فقد وضع المكبر في يسار ويمين وخلف القبلة ليصل صوت المؤذن إلى الناس كافتهم.

سنن الأذان والإقامة

ذكرنا سلفًا أنه يسن للمؤذن أن يلتفت يمينًا وشمالًا عند قوله حي على الصلاة حي على الفلاح، كذلك هناك من السنن التي يُمكن الإشارة إليها:

  • الأذان من أول دخول وقت الصلاة.
  • الأذان في اتجاه القبلة.
  • في آذان الفجر، يُسن أن يقال بعد “حي على الفلاح” الصلاة خير من النوم.

شروط المؤذن

بعد أن علمنا أنه يسن للمؤذن أن يلتفت يمينًا وشمالًا نشير إلى أن هناك بعض الضوابط التي يجب مراعاتها حتى يصح الأذان، ألا وهي:

  • الأذان فرض على الرجال فقط فلا يصح من امرأة
  • المسلم فقط هو من يؤذن لا الكافر
  • لا يقبل الأذان من صبيّ أو مجنون، فيوجد شرط البلوغ والعقل
  • يجب أن يكون من يؤذن على طهارة من الحدث الأكبر والأصغر
  • التأني في ترديد الأذان
  • تحري أوقات الصلاة الصحيحة
  • شرط الاتصاف بحسن الخلق، فلا يجوز أن يؤذن بالناس من يظلمهم
  • الأذان في مكان عالي
  • أن يكون صوت المؤذن غير خافتًا، بل صوت جهوريّ عال
  • أن يكون مستقبلًا القبلة

فضائل الأذان

بالطبع فإن لنداء الصلاة فضائل شتى، تتجلى فيما يلي:

  • المؤذن يشهد على كل من يسمع صوته في الأذان
  • يغفر للمؤذن مدى صوته
  • قيل إنه للمؤذن أطول رقبة يوم القيامة
  • يهرب الشيطان من الأذان وسماعه
  • أما عن المنافسة في الأذان ففيها كل الشرف والفضل

حكم الأذان

نعلم أن الأحكام منها ما هو واجب على كل مسلم، ومنها ما يدخل في دائرة وجوب الكفاية، ذلك الذي ما إن فعله البعض يسقط بالتتابع عن البعض الآخر فلا يشترط أن يفعله الكافة.

فقد قال الإمام أبي حنيفة وكذلك الإمام مالك وغيرهم من الفقهاء إن الأذان حكمه وجوب كفاية.

الحكمة من مشروعية الأذان

لا يوجد شيء في الشريعة الإسلامية السمحة إلا ومن ورائه حكمة بالغة، أما عن الأذان فتتجلى الحكمة من مشروعيته فيما يلي:

  • التنبيه إلى أن البيت هو دار السلام
  • إرشاد الناس إلى مكان وتوقيت الصلاة
  • رفعة للتوحيد وإعلاءً لراية الإسلام

إن الصلاة من أهم أركان الإسلام، من أتمها فقد أتم الدين، ومن هدمها وضيعها فقد أضاع الدين.. والأذان هو نداء الصلاة.. إن لم يكن ندائها الأول في قلوب المسلمين.