تجربتي مع الباقيات الصالحات كانت لها دور لإصلاح حالي للأفضل، فهي تُشبه طوق النجاة التي يتشبث بِه المسلم لكي يغفر الله ذنوبُه ويعيدُه للطريق السليم ويكون مُستحق للفوز بالجنة، كما لها فضائل عديدة يفوز بها كل مسلم ومسلمة ولعل من أهمها أنها تُساهم في استجابة الله عز وجل للدعاء وغيرها من الأفضال العديدة.

تجربتي مع الباقيات الصالحات

كنت طالبة في الصف الثالث الثانوي، وكما نعلم مدى أهمية هذه السنة لأنه من خلالها يتحدد مستقبل الفرد العلمي والمهني، ويعلم الله أنني حاولت الاجتهاد والمذاكرة لكي أفوز بحلمي وهو الالتحاق بكلية الإعلام، وكنت من الأشخاص المُلتزمة التي تحرص على أداء كافة الواجبات الدينية.

لكنني لم أكُن مداومة على الباقيات الصالحات، وقد كانت الاختبارات صعبة للغاية ولكنني بذلت أكثر جهد لكي أكون مؤهلة بالنهاية بحلمي ولكن كانت الصدمة حينما ظهرت النتيجة فقد كان الفارق حوالي 5 درجات على التحاقي بالكلية وكانت تلك لحظة التحطم النفسي.

شعرتُ باليأس الشديد خاصةً أن كل الدلائل تشير أن هذه الكلية لن تكون في المرحلة الثانية للتنسيق، ولكن نصحتني صديقتي بأن أداوم على الباقيات الصالحات وحينما سألتها عما هي الباقيات الصالحات أخبرتني الحديث الذي ورد عن النبي:

(قلُ: سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكْبرُ، ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلا بِاللهِ، فإنَّهُنَّ الباقِياتُ الصالِحاتُ، وهُنَّ يَحطُطْنَ الخطايا كما تَحُطُّ الشجرةُ ورَقَها، وهِيَ من كُنوزِ الجنةِ)

وبالفعل شعرت أن الأمل قد زرع بداخلي بالفعل قد واظبت عليها بجانب العبادات الأخرى.

كانت المفاجأة أن الكلية قد ظهرت في المرحلة الثانية وأصبح يمكنني الالتحاق بها وبالفعل أسرعت بالتقديم على هذه الكلية واليوم أقص لكم تجربتي مع الباقيات الصالحات وأنا أعمل مذيعة في أشهر القنوات الفضائية.

فضل الباقيات الصالحات

تجربتي مع الباقيات الصالحات قد ساعدتني على المداومة على ذكر الله، وعاصرت الكثير من التجارب الأخرى التي ساعدتها في حياتها كثيرًا للتغير نحو الأفضل والتقرب من الله تعالى، فيقول شاب في عُمر 26 أنه استمر على ترديد الباقيات الصالحات لفترة من الوقت بعد التعرُض لأزمة كبيرة.

مع مرور الوقت تحسنت حياتي كثيرًا ونُقلت نقلة نوعية لم تحدُث ليَّ مُسبقًا، وذات يوم في خطبة الجمعة استمعت لشيخ يذكُر فضل ترديدها والتي جاءت على النحو التالي:

1- مغفرة للذنوب

حيث إن مداومة العبد على ذكر الله يساهم في التقليل من ارتكابُه للأخطاء وانشغالُه الدائم، بل وتغفر له ذنوبُه وتملأ ميزان حسناتُه، وجاء الدليل على ذلك هو حديث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

(الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض).

2- استجابة دعاء المسلم

لعل أهم فضل قد لاحظته خلال تجربتي مع الباقيات الصالحات هو استجابة دعائي باستمرار مادام كان خيرًا لي، فبالرغم أنني أحب الإلحاح على الله عز وجل في دعائي إلا أنني لم أحتاج لذلك، فقد كان دعائي يستجاب باستمرار وهذا الأمر حينما استشرت فيه أحد الشيوخ.

3-  نجاة المسلم من النار ودخول الجنة

لأنها من الأعمال الصالحة التي يؤجر عليها المسلم، حيث ترتفع درجاته عند الخالق سبحانه وتعالى، مما ينجي المسلم من هلاك يوم القيامة، وقد ورد عن النبي أنه من داوم على الباقيات الصالحات سوف يفوز بشجرة بالجنة.

أخبرني الشيخ أنه من داوم على: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) فإن الملائكة تظل تستغفر له حتى يأتي موعد استضافته عند الله عز وجل.

4- دلائل على فضل الباقيات الصالحات

بالرغم من ذكرنا لبعض الدلائل إلا أنني قد حاولت أن أستفسر خلال تجربتي مع الباقيات الصالحات عن مدى أهميتها من الشيوخ ورجال الدين وقد أوضحوا لي العديد من الدلائل، وهي:

  • (وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا) سورة مريم: الآية 76
  • الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً [الكهف:46].
  • قَوْلُ النبي صلى الله عليه وسلم (سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، فَإِنَّهُنَّ يَأْتِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُجَنِّبَاتٍ وَمُعَقِّبَاتٍ عند الحاكم: مُنْجِيَاتٍ وَمُقَدَّمَاتٍ، وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ).

لماذا سميت الباقيات الصالحات بهذا الاسم؟

فضولي قد أخذني كثيرًا للتغير الملحوظ في حياتي أن أعرف، لماذا تحديدًا هذا الاسم؟ قد اختلف العلماء حول السبب الفعلي لتلك التسمية نظرًا لكونها من العبارات التي وردت بالقرآن وسرها عند الخالق وحده، ولكن قد رأى بعض العلماء وأوضح الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية المصرية.

سبب التسمية يرجع إلى أن المسلم الذي يداوم عليها تغرس له شجرة بالجنة أي أنها الشيء الباقي له، كما أنها تنجي الإنسان في الدنيا والآخرة وبالتالي يظل فضلها باقي سواء في حياة أو ممات الإنسان.

أهمية ترديد الباقيات الصالحات 100 مرة

حينما أخبرني عدة أشخاص أن ترديدها 100 مرة لها أفضال عديدة لم أكن مقتنعة بذلك، فحينما سألت الشيخ أخبرني: أنه لا يوجد نص بالقرآن أو أحاديث نبوية تحدد لك فضل ترديد الباقيات الصالحات 100 مرة أو أكثر من ذلك.

لكن جاءت جميع الأحاديث النبوية تحثنا على تكرار ذكر الله والاستغفار لِما لها من فضل عظيم على الإنسان، وبالتالي فإنه كلما رددتِ تلك العبارات كلما زاد ثقل ميزان حسناتِك وقل ثقل سيئاتك.

كما يكفي أنها من أحب الكلمات عند الله عز وجل، والدليل على ذلك في سورة الكهف الآية (46):

(وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا)

ومنذ حديثي مع الشيخ وأنا ملتزمة بها.

تجربتي مع الباقيات الصالحات لم تكن عابرة في حياتي، بل تحولت حياتي بعدها للأفضل كثيرًا، لذلك يجب البدء بها لكي يكون لك تجربتك الخاصة.