ماذا جنيت لكي تمل وصالي؟ كلمات الشاعر السعودي التي أثرت في وجدان قارئها بكل ما تحمله من معان رائعة، ولم لا وهي خرجت بكل صدق من وجدان الشاعر وتجربته التي عانى منها ما لا يمكنه التعبير عنه سوى بالكلمات، هذا ما سنتعرف عليه في هذا الموضوع.

ماذا جنيت لكي تمل وصالي كلمات

شاعر من جازان بالسعودية، تميز بإبداعه الفريد في انتقاء أرق الكلمات وأعذبها وأكثرها صدقًا في أبياته الشعرية ذات القافية التي تنم عن شجن وجرح دفين ومشاعر جياشة، عرف عن عبد الله الفقيري -شاعر القصيدة (ماذا جنيت لكي تمل وصالي) – بحبه للعزلة والوحدة، فشخصيته أقرب للانطوائية، لذا لا عجب في انتقائه لمثل تلك الكلمات.. والتي أتت على النحو التالي:

ماذا جنيت لكي تمل وصالي؟

إني سألتك هل تجيب سؤالي!

حاولت أن ألقي لهجرك حجة

فوقعت بيت حقيقة، وخيالي

كنت القريب وكنت أنت مقربي

يوم الوفاق وبهجة الإقبالي

فغدوت أشبه بالخصيم لخصمه

عجبًا إذا لتقلب الأحوال

يا صاحبًا سكن الملال فؤاده

أسمعت مني سيئ الأقوال؟

أنا ما طلبتك أن تعود لصحبتي

بعد القطيعة، أو ترق لحالي

فأنا بغيرك كامل مكتمل

لا أنت لي نقص ولا أنا سالب

منك الكمال فعش عزيزًا غالي

فاقطع وصالك ما استطعت، وعش على

هجري فإني بدأت بحب صادق

وتنوعت يومًا بكل جمال

فقضت ظروف الدهر أن تمضي بها

وبنا لأسوأ منتهي ومالي

إنا لن أجادلك الوفاء فما مضى

قد يستحيل رجوعه، بجدال!

لو أن فيك من الوفاء بقية

لذكرت أيامًا مضت وليالي

ووهبتني أسمى خصالك مثلما

أنا قد وهبتك من جميل خصالي

كم قلت إنك خير من عاشرتهم

فأتيت أنت مخيبًا أمالي

كم هي قاسية الحياة حينما نأمل في أن نرى نورًا ولا نرى سوى الظلام الدامس.. في زمرة من الوعود التي تذهب في مهب الريح، فكم من حبيب أصابه الجفاء وقد أفلت يديك في بادئ الطريق.

هذا تحديدًا ما أصاب الشاعر، يبدو كأنه عانى سلفًا من قسوة من أحب بصدق، فلم يجد منه سوى خيبات وخيبات، رغم اعتقاده في بادئ الأمر أن حبيبه أبعد ما يكون عن الخيانة والبعد والجفاء.

نبذة تعريفية بالشاعر عبد الله الفقيري

علمنا أنه سعودي الجنسية، وكان في قصيدته ماذا جنيت لكي تمل وصالي كلمات رائعة تنم عما كان يعاني منه حين نثرها، إنه وجدان الشاعر الذي يصل إلينا ليخبرنا كم كانت نفسه تعاني.

لا ترتبط الموهبة بالدراسة، فهو صاحب موهبة شعرية كتب لها النور منذ 1410 هجريًا، هذا على الرغم من أنه لم يكمل تعليمه بعد الصف السادس الابتدائي، بيد أنه حينما كان يعمل في إحدى الوظائف بالمنطقة الشرقية وجد من زملائه كثير من الدعم والتشجيع ليستكمل طريقه.

لم يتزوج الفقيري بعد، فقال في إحدى الاستضافات إنه يحتاج إلى ما يقرب من سنة حتى يتهيأ نفسيًا لهذا الأمر، لعل القادم يكون أفضل، عندما قام الفقيري بتدوين مجموعة من أبيات شعرية ونشرها على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي سناب شات وتويتر، كان محط تساؤل الكثيرين من المتابعين، من محبي الشعر والنثر.

فهو من الشعراء الجدد، ويبلغ من العمر 40 عام، وقد كتب عدة قصائد منها ما يصف فيها بلدته جازان، فنالت تلك القصائد استحسان أهل مدينته.

سبب شهرة قصيدته «ماذا جنيت لكي تمل وصالي»

من كلمات القصيدة تبدو وكأنها معبرة عن حالة من الهجر والجفاء، والتي تعد من أقسى المشاعر التي يمر بها أحدهم، أن ينال من قطيعة حبيبه نصيبًا بالغًا، فيستشعر وكأنما الكون كله كؤوسًا من العذاب، خاصةً إن كان الهجر دون عذر أو سابق إنذار، هنا ينتاب العقل تساؤلات عدة.. لم الخذلان!

ماذا فعلت لكي أذوق من مرارته؟ وتبقى الإجابة مبهمة.. فلا يزال العقل حائرًا أمام تعلق القلب بما هو مجهول، لما كانت كلمات القصيدة معبرة تمامًا عن تلك المشاعر الدفينة ذاع صيتها وسرعان ما انتشرت لسهولة ترديدها وألفاظها المنتقاة بعناية لتصل المعنى المطلوب إلى القارئ والسامع.

لربما وجد أحدهم ضالته في بيت شعري استطاع أن يصف ما تكنه نفسه من حزن دفين جراء هجر أو فقدان.. هكذا أثرت أبيات عبد الله الفقيري في الكثيرين.