تجربتي مع الزوج النرجسي كانت جريرة وامتدت عواقبها حتى بعد الفُراق، فإن النرجسية جائحة صعبة التعافي، والتعامُل كذلك، ترى وكأنك تقع في غرفة مُظلمة تخاف من الخروج وتخاف من التواجد داخلها، لم تتجلى علاقة مع نرجسي بالنجاح.. فكانت تجارب النساء يسودها الحزن والألم، وهذا ما دفعني لسرد تجربتي معهن.

تجربتي مع الزوج النرجسي

بعد ارتباط دام لسبعة سنوات تزوجي من حبيب عُمري، كُنا نمُر بعقبات كثيرة وكان شديد وصعب التعامل لكن اعتقدت أنه سيتغير بعد الزواج، ولكن لم يحدث ذلك، بل استطاع تدميري فقد كان يتصف بما يلي:

  • الرغبة في الاهتمام المستمر.
  • لا يمتلك الشعور بالتعاطف مع الآخرين.
  • لا يتحمل المسؤولية لأي شيء.
  • كاذب ماهر.
  • الشك المُستمر في كُل شيء.
  • التلاعُب بالمشاعر.
  • الخيانة.
  • لا يُحب أن يشعُر بسعادة غيرُه عندما يتخلل الحزن قلبه.

كانت حياتي عذاب حقًا، استمريت كثيرًا وحاولت تغييره ولكن لم يحدث ذلك، استطاع انتشالي من العالم الخارجي، أصبحت تحت سيطرته فقط.. الأمر أصبح مُعقدًا وهو ما لاحظته إحدى صديقاتي وتحدثت معي أنه يجب التخلي عن تلك العلاقة، لقد هُلكت بالفعل وأردت التخلص من ذلك، فقد وصلنا إلى آخر الطريق وتطلقت، لكن الأمر بعد الطلاق كان مرير.

كان أثر النرجسي على صحتي وعلاقاتي مع العالم الخارجي سيئة، الأمر لم يكن سهلًا فكانت تجربتي مع زوجي النرجسي صعبة حتى بعد الفراق، وعثرت على تجارب أخريات لتساعدني على التعافي من تلك العلاقة السامة.

كيف تروض الزوج النرجسي

إن الشخصية النرجسية لا يرى الحياة كما نراها، والعلاقات، لا يرى السلام فيها، هو فقط يحتاج إلى الاهتمام يتغذى عليه ليشعُر بوجودُه.. يرى البكاء اهتمام، “بحبك” مُكررة اهتمام، لذا فإن العلاقة معه مُضطربة لا تسير على مستوى واحد، لذا فإن تجربتي مع الزوج النرجسي كانت سيئة للغاية، ولم أستطع التحمُل وأردت أن أُشعره بالغضب فلجأت لتجارب أخريات معه لتسرد واحدة قائلة:

“أنا أعلم جيدًا كيف تكون الحياة مع نرجسي، فقد عانيت معه لسنوات حتى توصلت إلى أقوى سلاح للتعامُل معه، وهو بيد كُل امرأة.. التجاهُل التام، وهو عدم القيام بأي ردة فعل، فهو الخوف الأكبر لدى النرجسي، فهذا يعني عدم وجودُه في حياة الطرف الآخر، فهذا يأزمه كثيرًا وحينها تستطيع المرأة القيام بأي أمر آخر.

فأنا كان يتحكم زوجي فيَّ كثيرًا، كان هذا الأمر يُرهقني على الرغم من حُبي لهُ، ولكن فقد ثقتي بنفسي بعد أن تدمرت دفعتني إلى أن أُفكر في كيفية تجاهلهُ بردة فعلي في كُل شيء، وهذا لا يعني أن شخصيتي كانت قوية، بل هذا يراه أنني أصبحتُ قوية ولا أكترث إليه، هذا الأمر ساعدني على استرجاع ثقتي بنفسي أولًا وبدأت أُشعره بوجودي.. بالإضافة إلى الطرق التالية:

  • الدفاع عن المساحة الشخصية، أنا هُنا! حياتي هُنا، لا تقتصر عليك فقط، بل إن نفسيتي وحياتي أهم منك وشعورك، فعليكِ الدفاع عن حياتك، لا تجعليه يُسيطر عليكِ، اذهبي إلى المقهى واتركيه في المنزل بعد الشجار، اشعريه بتجاهل.
  • الحفاظ على الهدوء، لا بُد من أن تتحكمي في أعصابك لتعطلي سيطرتُه عليكِ، لتُصبح لكِ الكلمة في حياتك، مجرى سير حياتك تكون على النحو الجيد.
  • العثور على شبكة أمان، يجب أن تبحثي عن صديق لكِ أو طبيب نفسي يدعمكِ فإن النرجسية جائحة مؤذية لها عواقب وخيمة، بالفعل ستُدمر نفسيتك وستصلين إلى الهلاك، فإيجاد من تروي له شعورك ويدعمك أمر هام في التعامل مع تلك العلاقة.
  • لا تتوقعي علاقة عاطفية عميقة، إن النرجسي لا يُفكر سوى في ذاتُه، نفسيتُه، يتسلل لكِ في البداية حتى يمتلكك ويُشعركِ أنه ليس هناك في الوجود سواه، لا تخضعين سوى له، وعليكِ أن تخضعي مرة أخرى له، لا تستجيبين وترين أنه سيتغير معكِ.. فتلك هي الطريقة المفترضة للنهاية.

الشعور بعد فراق الزوج النرجسي

“الحياة مع النرجسي أفقدتني حياتي، فصار هو محور حياتي وصرت وحيدة، أشعُر بعدم القدرة على فُراقُه، لذا واجهت الكثير من المصاعب بعد الطلاق”، جاءت تلك الكلمات لامرأة تسرد تجربتها حينما كنت أبحث عن دعم للتخلص من أثر زوجي النرجسي، وكانت: “بداية الطلاق عندما شعرت بأمر غريب، وكأنني كُنت أعيش في جزيرة خالية ثم وضعت وسط العالم، فكيف أتعامل مع هذا؟ وكُنت أشعر ببعض الأمور، مثل:

  • الرغبة في النوم وعدم مواجهة العالم الخارجي.
  • بعض النساء تزداد الرغبة لهن في تناول الطعام بكثرة، والبعض تفقد الشهية.
  • الشعور بصعوبة لاتخاذ القرارات حتى في الأمور البسيطة.
  • عدم القدرة على ممارسة الحياة اليومية على النحو الطبيعي.
  • الشعور بفقد الشخصية، والوحدة.. كوني انعزلت عن العالم وعن صديقاتي لأُلبي طلباتُه هو فقط.
  • الشك في اضطرابات مع بعض الطلاق، فكنت أشك كيف لِما أمر به الآن من ذلك الرجل الذي أحببتُه حتى منحته روحي.
  • الإحساس بالغضب من النفس، فكيف أختار لها مثل تلك العلاقة.
  • الشعور بالخمول الشديد.
  • إهمال الصحة والهيئة العامة، والنظافة الشخصية.
  • الرغبة في الانعزال.
  • العصبية على الآخرين.
  • الإحساس بالألم خاصةً الصداع، والمعدة.
  • التفكير المستمر الذي يؤدي بصاحبه إلى الهلاك.

التعافي من فراق الزوج النرجسي

كان الأمر بعد فراق زوجي صعب للغاية، لذا دومًا ما كُنت أبحث عن طريقة للتعافي من أثرُه، وخلال بحثي أدركت أنني لستُ الوحيدة التي وقعت في غرام النرجسي وأصبحت فريسته حتى الهلاك! ولكنني رأيت كثير من التجارب استطاعت التعافي وإثبات ذاتها وأصبحت ذات شأن الآن، وكانت من بينها تجربة لامرأة تقصها قائلة:

“لا أحد يعلم كيف تخليت وشعرت وفقدت حتى أصل إلى هذا الحد من النجاح، فكانت تجربة طلاقي مؤذية للغاية، كُنت أشعر مثل السيارة الخالية من البنزين، تقف في منتصف الطريق لا تستطيع القدوم نحو الأمام، أو العودة للخلف، الأمر لم يكن سهلًا لكني فعلتُها، استطعت التعافي والتخلص من أثر طلاقي من زوجي النرجسي، وفعلت ما يلي حتى استعيد طاقتي مرة أخرى:

  • تقبُل الواقع، فكنت أردد دائمًا: “هذا هو واقعي، هو من أذاني كذلك، لم يكن بإمكاني أي حل لأعترض على ذلك”.. تقبل واقعي الحالي كان دافعًا لي للأمام وأتذكر دومًا أنه سبب أذيتي لئلا أحن مرة أخرى.
  • “أنا أولًا”، الاهتمام بالذات، بالصحة، بالنفس، الاستماع إلى موسيقى راقية جميلة بعيدة عن تلك المُعبرة عن الفراق، الاستحمام في حمام دافئ يساعد على الاسترخاء، ممارسة الرياضة ولو البسيطة، أو لفترة قصيرة لها نتيجة فعّالة.
  • الابتعاد عن ذكريات زوجي، كذلك الأشخاص النكديين كما يُطلق عليهم، فأنا كنت أحاول استعادة طاقتي لا انحدارها أكثر، وعدم جلد الذات، الأمر لم يكن سهلًا لكن جاء تدريجيًا.
  • الحمد والشُكر لله عما مريت به، وتقبُل الأمر، فإرادة الله دومًا الخير، وبالنظر إلى ما أمتلك كان يُحسن من نفسيتي.
  • الحديث وسرد ما يُضايقني يعكر مزاجيتي بالكتابة، أيًا كانت في أي وقت وأي مكان، يخرج ذلك الطاقة السلبية من الداخل.
  • البدء في هواية لا تُذكر بالرجل، بعيدة عن زوجي، كالاشتراك في نادي جديد غير ناديه.
  • الصلاة، فهي أكبر مصدر لطاقة إيجابية، يساعد على الوقوف من جديد على الرجل، استرجاع الطاقة، فالله الوحيد من يقف بجانبنا وقادر على مدنا بالقدرة على العيش.

أساليب النرجسي لعودة العلاقة

إن العودة إلى النرجسي تعني العودة إلى طريق الهلاك، لذا لم أكن أرغب في حدوثها مُطلقًا، فعثرت على تجربة لامرأة تحكي: “ترك النرجسي تعني دق كبريائُه، لهذا يبدأ في بدء بعض الأساليب ليعود كبريائُه مرة أخرى، وهذا ما حاول طليقي النرجسي فعلُه، فكانت أساليبه كالتالي:

  • إرسال الرسائل غير المُهمة والتي تُبدي بعدم حدوث أي أمر، فلم أكن أشعُر أنه يدرك لِما حدث بيننا أو يعري الأمر اهتمامًا، وكأني ما زلت زوجته!
  • ترديد الكلمات الرومانسية، فعل كُل شيء كنت أرغب فيه مُسبقًا وعادةً لم يفعله، كانت محاولة ليرق قلبي مرة أخرى.
  • يُشعرني بالقلق على صحته ليرق قلبي.
  • المُهاجمة، فيرمي سبب الطلاق عليَّ أنني أنا المُهملة في تلك العلاقة.
  • أسلوب التهديد، من شأنه شعوري بالخوف للعودة مرة أخرى.
  • الاعتذار مع بعض الكلمات الرومانسية التي تُبين ندمُه بالفعل.
  • استخدام الطرف الثالث، يختار صديق مشترك أو أحد أفراد العائلة ليسرد له كيف أنه ندمان ويُحب زوجته ليرق قلبي.
  • عرض الرغبة في أن نُصبح أصدقاء حتى يعود الحديث سويًا لتصل في النهاية إلى العودة لتلك العلاقة.

كنت أعلم أن جميع تلك الأساليب ما هي إلا وسيلة لصيد الفريسة “أنا”، لكنني كنت أعلم ذلك، وهو “يحسبها حركة أذكياء” لا يعلم مدى درجة ذكاء الأنثى إن أرادت أن تتخلص من مصدر قلقها وأذيتها.. والآن تخلصت من عذاب هذا النرجسي”.

النرجسية هو اضطراب في الشخصية، يمتلك الصفات المُتناقضة، ليست شخصية طبيعية، لذا فجاءت تجارب الكثير من النساء تسرد الهروب عن الطرف النرجسي للحفاظ على ما تبقى من روحها.