قصة خيالية قصيرة ومفيدة جدا الجميع يحب القصص والحكايات وخاصة الخيالي منها، حيث إنها تنقلنا لعالم وجميل نستمتع به وننعزل عن الواقع، كما أنها تعلم الأطفال قيم وأخلاقيات وتعظهم بطرق غير مباشرة، الأمر الذي يجعل الكثير من الشباب مازال يحافظ على القصص المصورة التي كانت تُقرأ لهم في مراحل الطفولة.

قصة خيالية قصيرة ومفيدة جدا

من منا لم يعجب بقصص ألف ليلة وليلة من لم يعشق حيل السندباد البحري، ويغرم بفكرة مصباح علاء الدين، كل القصص التي سمعناها ونحن صغار أثرت بنا سواء لاحظنا هذا أو لا، كما أن العديد من الخبراء وعلماء النفس يؤكدون أن البشر يستجيبون بشكل أسرع للمعلومات إذا قدمت على هيئة قصة، فالقصص الخيالية تشجع على الخروج عن المألوف، ورؤية العالم من منظور مختلف، وسنقدم لكم باقة متنوعة من القصص منها قصة خيالية قصيرة ومفيدة جدا:

أفضل قصة خيالية قصيرة ومفيدة جدا تحكي عن ولد صغير قرر في أحد الأيام أن يقوم بعمل شيء جديد ومميز، لذا بدأ الطفل في بناء قلعة كبيرة بقطع الليجو، وكان فخورًا بها للغاية، إلى أن فجأة جاء غراب ودمر قلعته أول من لاحظ الأمر كان الفرخة فذهبت إليه وقالت” يالها من خسارة فادحة أنا أسفه للغاية لما حدث تعالى نتحدث عن الأمر” لم يشعر الولد أنه يريد الحديث عن الأمر، فملت الفرخة من الجلوس بجانبه دونما فعل شيء ورحلت.

بعدها جاء الدب وقال” هذا فظيع أرهن أنك تشعر بغضب جارف تعالى لنصرخ ونغضب لهذا الحدث” ولكن الولد لم يرغب بالصراخ وبعد مرور فترة قليلة مل الدب هو الأخر ورحل بعيدًا.

أما الفيل عرف ماذا يفعل وقال “نستطيع اصلاح ذلك بسهولة نحن فقط بحاجة إلى تذكر كيف كان كل شيء تمامًا” ولكن الولد لم يشعر أنه يمكنه التذكر وبعدها بقليل رحل الفيل أيضًا.

ثم جاء حيوان بعد الأخر الذئب قال” هههه لنضحك على هذا الأمر” النعامة قالت ” لنختبئ وندعي أن هذا لم يحدث” الكانجرو قال” يا لها من فوضى هيا لنرمي كل شيء بعيدًا” الثعبان قال “هيا نخرب يوم شخص أخر” ولكن الولد لم يرغب بفعل أيان من هذا، لذا كلما جاء شخص رحل سريعا حتى رحل الجميع وبقي الولد وحيدًا.

في هدوء جلس بجواره الأرنب دون أن يلاحظه الولد، ولكنه بدأ يقترب أكثر فأكثر حتى شعر الولد بفرائه الناعم، جلسا الاثنين في صمت حتى بدا الولد بالتحدث فقال” أرجوك لا تتركني وحيدًا” فاستمع له الأرنب، وجلس الأرنب يستمع للولد حين تكلم، واستمع له حين صرخ وغضب، واستمع له حين بدأ يتذكر ويضحك.

استمع الأرنب للولد حتى حينما شعر بالرغبة في الاختباء، وحين رغب في رمي كل شيء بعيدًا، وحين رغب في الولد في إفساد يوم شخص أخر، وخلال كل هذا لم يرحل الأرنب أبدًا، وعندما جاء الوقت المناسب استمع الأرنب للولد حين قرر بناء قلعة جديدة ومميزة وقال” لا أطيق الانتظار”.

وهذا القصة الجميلة تعلم الأطفال عن ماهي المشاعر وكيفية التعبير عنها، ومثل هذه القصص مهمة جدًا للأطفال في سن الـ 6 سنوات، حيث يكونوا في مرحلة يختلطون بأشخاص جدد في المدرسة والنادي، لذلك من المهم توجيههم لتصريف مشاعرهم السلبية في قنوات صحيحة وصحية، ليصبحوا أشخاص سويين نفسيًا.

قصة الفلاح والكنز المدفون

يحكي أن في قرية ريفية بعيدة كان هناك فلاح فقير يذهب كل يوم في الفجر ليزرع أرضه، ثم حين ينتهي من العمل الشاق يقوم بالجلوس أسفل شجرة بلوط كبيرة في حديقته، ثم يغفو قليلا ويحلم الحلم نفسه كل يوم.

يحلم بأنه يسافر إلى بلد بعيدة جدًا عن قريته، ويجد هناك كنز كبير ومع تكرار الحلم بدأ يأمل أن يتحول لحقيقة، ويفكر كيف سيتصرف في هذا القدر الكبير من المال لو استطاع يوما الاستحواذ عليه، ماذا ل اشتري قطعة أرض أخرى ليوسع أرضه؟ أو لو أشتري ثياب جميلة لزوجته وأطفاله؟ أو لو جدد من بناء المنزل وأثاثه؟

يغرق في أحلام اليقظة كل ليلة حتى في يوم جاءته فكرة لما لا يذهب هناك فعلا فقد يجد ثروة عظيمة تصلح أوضاع حياته كلها، وحين عرض الأمر على زوجته قالت هل جننت تترك الأرض بلا حراسة وتتركنا دون رعاية ونحن لا نملك في الدنيا شخص غيرك نستند عليه، لتبحث عن كنز قد لا يكون حقيقيًا أصلا هذا هراء لا يحتمل.

ولكن الحلم يأتيه كل يوم محال أن يكون خيال محض، إذا لابد وأن يذهب ويتأكد بنفسه، وبالفعل ترك قريته ووضع بضعة أوراق نقدية في يد زوجته، انطلق لوجهته وبعد رحلة طويلة وشاقة تمكن من الوصول للمكان الذي يراه في حلمه كل يوم.

جلس اليوم الأول ولم يجد شيء اليوم الثاني أيضًا لم يجد شيء، وفي اليوم الثالث وقف بجواره خباز له دكان في المكان الذي يجلس فيه الفلاح يومين كاملين دون حراك، وسأله ما حكايتك أيها الرجل إني أراك تقف هنا يوميًا ولا تفعل أي شيء من أنت وما هدفك من هذا التصرف؟

فقام الفلاح الفقير برواية كل شيء عن الحلم الذي يراوضه وعن القرار الذي اتخذه فضحك الرجل بشدة واستمر بالضحك لمدة طويلة، ثم قال للفلاح أي مغفل أنت؟ هل يقوم شخص عاقل بترك بيته وقريته من أجل حلم أي سخف هذا؟

أنا مثلا أحلم كل يوم بأن هناك كنز كبير مدفون تحت شجرة بلوط عتيقة في قرية ريفية على حدود المملكة هل رأيتني اترك مخبزي واذهب للسعي خلف حلم تافه كهذا! وتركه وعاد لعمله أم عن الفلاح فقد أدرك اخيرًا السر وراء الحلم.

جرى مسرعًا للقرية وأول ما وصل وجد زوجته تنتظره وعلى وجهها نظرة استنكار من فعلته، وكأنها تقول أرأيت لم يتغير شيء، ولكنه لم ينتظر كثيرًا فقد هرع للحقل، وحفر أسفل شجرة البلوط الكبيرة وبالفعل وجد كنز عظيم ينتظره.

فرح وابتهج وشكر ربه أنه لم يستمع لكلام المحبطين ولم ييأس وأنه سعى جنى الخيرات من هذا السفر وقام بتحقيق كل أحلامه التي كان يأمل أن تتحقق حين يحصل على الثروة وقام بتنفيذ كل أمنيات التي كان يريدها ويفكر بها سابقًا.

هذه قصة خيالية قصيرة ومفيدة جدا بها قدر يسير من الرمزية، توحي بأن الأشياء قد تكون أمام أنظارنا طيلة الوقت ولا نعي وجودها الأمر الذي فسره الكاتب باولو كويلو، أنه رحلة للبحث عن الذات في رواية الشهيرة الزهير والتي اقتبسها من هذه القصة، حيث يقوم الراعي في الرواية بالاستعاضة عن الفلاح وتدور الأحداث معه تمامًا كما حدث مع الفلاح بوجود فروق واختلافات بسيطة جدًا.

قصة خيالية قصيرة ومفيدة جدا تغذي الطفل بالمعلومات والقيم وتفتح آفاقه لأفكار جديدة وتنمي مهاراته بقوة، كما أنها ممتعة وتعد من الأشياء التي تقوي الروابط بين الآباء والأبناء بعيدًا عن الإلكترونيات.